المقالة العاشرة / وقفة مع شرط الواقف للمكتبة الوقفية للشريف مساعد الحسني
ان لكل وقف شروط يقوم الناظر لهذا الوقف بتحقيقها، وان المكتبات الوقفية اغلبها كانت شروطها سهلة وتحقيقها يسير ، فاغلبها كان شرطها وحيدا وهو انها وقف لله تعالى على طلبة العلم للاستفادة منها.
اما شروط مكتبة الوالد رحمة الله عليه فكانت تطلب من ناظرها أولا ً: ان يقوم بحيازتها وهذا الامر يتطلب من ناظر المكتبة الوقفية ان يقوم بجمعها وتكون تحت يده ويظهر ان شيء كثير قد خرج منها قبل ان يقوم بواجب النظارة وهذا ما رايته ولمسته في محتوياتها.
ولكن ولله الحمد فإن كثيرا من ذرية الواقف كانوا على قدر المسؤلية فاستطعت بمساعدتهم، ان رجعت بعضا من محتوياتها ولا يزال العمل جاري على استعادة كل ما فقد من المكتبة الوقفية سواء كان بالاعادة او بالاهداء من الواقف او غير ذلك.
ثانياً: ان يجمع الذرية وييسر لهم الاطلاع والاستفادة من محتويات المكتبة الوقفية.
وهذا الامر فيه كثيرا من المشقة على الناظر حيث ان بعضا من الذرية اما ان يبعد عن موقع المكتبة بسبب سكنه او عمله في مدينة غير مكة المكرمة او انه لا يميل للقراءة ونادرا ما تجده ممسكا كتابا او قرأ كتابا فالقراءة قد تكون اخر اهتمماته.
وهذا يرجع لاسباب كثيرة منها البئية والتنشئة او العوامل الحياتية فتجده يسعى في طلب معيشته وينسى الغذاء الفكري الا وهو الكتاب، ولكن مع هذا كله فالناظر وامينها قد وضع الخطط لذلك كله ومنها:
أنشئ موقع الالكتروني للمكتبة الوقفية للتواصل والاستفادة منها عن بعد.
كما انه يبذل الوسائل المعينة على ذلك من وسائل التواصل الحديثة من منصة تويتر، فقد انشئ صفحة على تويتر للتواصل مع الذرية وكافة افراد المجتمع.
وكذلك منصة الواتس اب وكذلك البريد الالكتروني كل ذلك واكثر من اتصالات عبر الجوال اوالهاتف ..
مما كان له الاثر الكبير في تفاعل الاغلبية، مما اثلج صدر الناظر وامينها ، وكذلك من الشروط التي لم تكن في اي مكتبة وقفية وهو ان الواقف اختار الناظر من ابناءه في حياته مما يثبت ان اختيارة كان مبنيا على عدة اسباب وهي ان الذي اختاره ذو كفاءة علمية وعملية فهو اولا : معلم وثانيا : باحثا ومؤرخا من مؤرخي مكة المكرمة المعاصرين وله العديد من المؤلفات والمصنفات التاريخية والأدبية ، وثالثا : لما يتصف به من صفات حميدة وخلق راقي، وهذا الاختيار كان سببا في الحفاظ على المكتبة الوقفية للشريف مساعد والتي تعد بحق نموذجا فريدا من المكتبات الوقفية بالعاصمة المقدسة.
فالمكتبات الوقفية ثلاث: مكتبة الحرم المكي ومكتبة مكة المكرمة والمكتبة المساعدية الوقفية وكل واحدة لها اعتبار الذي يفرق بينهم ، فنجد جميع من اوقف كتبه ذهبت ادراج الرياح بعد وفاته فتجد الورثة اما قاموا ببيعها في حراج الخردة او قاموا ببيعها باثمان غالية من اجل اخذ المال مقابلها او قاموا بتسليمها الاوقاف مما يدل على عدم اهتمامهم بها ، عكس ما سعى له والدنا الواقف الشريف مساعد بن منصور ال عبدالله بن سرور ال زيد الحسني فهو شامة وعلامة فارقة بين أشراف الحجاز. وله كثيرا من المصنفات في علم الانساب والتاريخ والفلك. والتي سعى في حياته لنشرها وبقي ما نحن باذن الله سائرين في تحقيقة ونشرها جميعا بالطرق النظامية المعتبرة.
فالذي اريد ان اهمس به في اذن كل فرد من ذرية الواقف رحمة الله عليه هو ان نحقق ما رمى اليه الواقف وهو : اجتماع الذرية تحت قبة المكتبة المساعدية الوقفية والتعاون معا من اجل نشر الموروث التاريخي والادبي والثقافي للواقف والسعى في طلب العلم والقراءة القراءة المستمرة.
فاول دعوة لنبينا عليه افضل الصلاة والتسليم، هي كلمة ( اقرا ) فمرحبا بكم في المكتبة لنقرأ ... ونبحث ونتدارس ... والله الموفق امين.
Comments