top of page
محمد الشريف

المقالة التاسعة / وقفة مع صيغ الوقف للكتب الوقفية

تاريخ التحديث: ١٩ أكتوبر ٢٠٢٢


المقالة التاسعة / وقفة مع صيغ الوقف للكتب الوقفية


ان للوقف اهمية كبيرة وعظيمة في الاسلام فهي صدقة جارية للمسلم بعد رحيله عن هذه الحياة، فلذلك حرص كثيرا من الاعيان ورجال الفكر والادب والسياسة والتاريخ ان يوقفوا كتبهم ومكتباتهم، على طلبة العلم ومنهم النادر من اوقفها على ذريته وكانت هناك صيغ كثيرة للوقف وان كانت في مدلولها ان تكون وقف لله تعالى على طلبة العلم.


فمن هذه الصيغ :


١)- صيغة وقف جدنا الشريف مساعد بن مسعود بن عبدالله بن سرور ال زيد الحسني ( ١٢٧٢هـ-١٣٢٠هـ) والتي جاءت على احد كتبه التي اوقفها ووصلت لنا قال فيها : ( وقف الله على مساعد ثم على عياله ثم على عيال عياله واذ شقو ذريته يكون النظر اليه ثم الى الارشد من ذريته ثم ذرية ذريته ثم من بعدهم اذا لم يتبقى من ذريته احد يعود لي ال زيد الارشد ثم الارشد فالارشد واذا لم يبقى احد عاد الوقف على نفسه ) أ، هـ


فنجد في صيغة الوقف لهذا الكتاب وهو كتاب مخطوط ( عمدة الطالب في انساب ال ابي طالب - لابن عنبه المتوفي سنة ٨٢٨هـ )


صيغة وقف ذري وشرط فيه الرشد عند الخلاف بين الذرية وعند انقراض الذرية يكون للال (أي آل عبدالله) وقبيلة الواقف (أي آل زيد الاشراف) وإلا عاد وقف لله تعالى.


في حين صيغة وقف الولد رحمه الله تعالى لمكتبته الخاصة والتي كانت بداية تاسيسها في عام ١٣٥٤هـ مع ان بداياتها من الوقف الاول للجد مساعد بن مسعود والتي ذكرناها اعلاه بالعام ١٢٣٣هـ فهي امتداد للمكتبة الاولى.


ولكن لان صيغة الوقف الاول اختلفت عن وقف والدنا للمكتبة فإننا نعتبر ان المكتبة الوقفية قد مرت بمرحلتين الاولى في زمن مساعد بن مسعود الجد عام ١٢٣٣هـ


والثانية في زمن مساعد بن منصور الحفيد عام ١٣٥٤هـ

فكانت صيغة الوقف على النحو التالي : ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاةوالسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : اقر انا الشريف مساعد بن منصور ال عبدالله بن سرور وانا بكامل صحتي وعقلي وكل تصرفاتي الشرعية بانني قد اقمت ابني محمد ناظرا على مكتبتي التي اوقفتها لله تعالى ، لما ثبت لدي منه الاهلية لذلك حيث انه اصبح من اهل الاختصاص في علم الكتب ويشهد على ذلك ما قدمه من كتب ودراسات في التاريخ والادب ، وهي عنده للاستفادة منها ويفتح بابها لمن اراد الاستفادة من الذرية فتكن عنده في حياته وبعد موته تكن عند من يثيت شرعا انه الاعلم من اخوته او ابنائهم الاعلم منهم واذا لم يكن هناك من هو اهلا للعلم والفضيلة فتكن المكتبة المذكورة وقفا على مكتبة الحرم المكي الشريف بمكة المكرمة وعلى هذا جرى التوقيع والاشهاد والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين الموقف : مساعد بن منصور ال عبدالله بن سرور التوقيع شهد بذلك : الشريف راكان بن رعد التوقيع شهد بذلك : الشريف احمد بن مساعد التوقيع. حرر عام ١٤٢٢هـ أ، هـ


ومن هاتين الصيغتين للوقف نستخلص الآتي :

١)- ان هذا البيت من الاشراف ذو زيد كانوا اصحاب علم وكتابة وقراءة .


٢)- ان هذا البيت من الاشراف ال زيد كانت اصحاب مكتبات ويمتلكون خزانة مهمة في كتب التاريخ والانساب.


٣)- ان هذا البيت من الاشراف ال زيد اهتموا بالاوقاف المنقولة علاوة على اهتمامهم للواقاف الثابتة وهي كثيرة عندهم.


٤)- ان اهتمام الواقف ان يكون الوقف لذريته وحرصه بأن يكون تحت يد الارشد منهم فيه حث على ان يكونوا اهلا للمسؤلية والامانة الملقاة على عاتقهم.


٥)- ان الواقف عندما يختار ناظرا لوقفه في حياته دليل قاطع على رشد الناظر المختار من قبل الواقف .


٦)-حرص الواقف على وقفه من الضياع بعد انقراض ذريته او الآل فيكون وقفا على مكتبة الحرم المكي الشريف.


٧)- اهتمام الاشراف بوقف الكتب والمكتبات علاوة على اهتمامهم بذريتهم فهم لم يتركوهم فقراء ولا جهلاء فاوقفوا عليهم الدور والبلدان الزراعية والكتب الشرعية والتاريخية والمكتبات الغنية بشتا العلوم والمعاوف.


٤٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Post: Blog2 Post
bottom of page