المقالة السابعة / نظر الناس للمكتبات الوقفية. بين (الكم والنوع )
عجبت من بعض الناس ونظراتهم للمكتبات الوقفية، فمنهم من يريدها ذات إعداد هائلة من الكتب ومنهم من يريد ان تكون كبيرة في المساحة ومنهم من يكون ناصفا فينظر اليها من حيث النوع والموضوع فيبحث فيها عن النادر و المنتقى من الكتب فواقفها لم يجمعها للمباهاة بعددها وإنما كان يبحث عن ما يروي عطشه في مجالات عدة إما التاريخ او الأنساب او الشعر و الادب وآخر مجاله فقهي وشرعي فتجد مكتبة فلان من الناس تضم كتبا اغلبها في الشريعة وآخر في التاريخ والرحلات والأنساب وأخر في علوم السياسة والإدارة والنظم وهكذا.
وان ما أوقفني هو ان بعض ممن يهمه الامر بالنسبة للمكتبة الوقفية لوالدنا الشريف مساعد بن منصور ال عبدالله بن سرور ال زيد الحسني. ( رحمه الله)
كانوا قد أذاعوا بين الناس ان المكتبة الوقفية لوالدنا تحوي عشرون الف كتاب، وكثيرا من المخطوطات النادرة وغيرها من الإشعات.
والحقيقة ان المرء يجب أن يكون صادقا مع نفسه والآخرين لأن الصدق هو طريق الصادقين والله أمر بالصدق في كل امر، حتى يكتب المرء عند الله صديقا، ولا خجل من قلت عددها فالواقف نفسه ذكرها بانها الف وسبع من الكتب، فالعلم عند الواقف للمكتبة هو ما قراءه وما اخذه من السن الرجال سواء بالمشافهة او الكتب فكثير من علماء الامة مكتباتهم صغيرة جدا وكتبهم ذات اعداد قليلة.
ومنهم كمكتبة الشيخ السعدي رحمه الله تعالى والشيخ محمد صالح بن عثيمين ومما وقفت عليه مكتبة الملك المؤسس عبدالعزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية فمكتبته لم تزد كتبها عن الف كتاب في حين انه ملك وقادر على ان يجمع الشرق والغرب ويجعلها اكبر مكتبة في البلاد، ولكن اهتمامه كان فيما جمع واهدي له من كتب في السياسة والدول والشعوب.
فلا ضر ان تكون الكتب قليلة العد ولكن الضر كله ان لا تجد من يقرأ او يبحث او يدرس فيها، فمن هذه المقالة احث الذرية على نهم القراءة والزيادة فيها لانها تفتح الأذهان و تحفز الافهام .
Comentarios